على عكس ما رأيتم قبل، (راين) رأى والدتي و ما كانت تفعله طوال الوقت لكنه لم يإبه للاستجابة لها، لقد تركها فقط تبحث عنه و تصرخ كالمجنونة وسط تلك العاصفة القاسية، و لكن عندما تعثرت في المنحدر ذهب إليها مسرعا لكي يغيثها، فتحول لآدميّ بسرعة و قام بحملها طوال الطريق الذي سلكته و هي تهذي و تقول أشياء غير منطقية طوال الوقت، حتى وصل إلى المنزل مجدداً بحلول الفجر تقريباً و قد توقفت العاصفة ، ليضعها هناك و يمشي ببطئ تاركاً إيّاها .


فتحت والدتي عينيها ببطء في الوقت المناسب، لتنهض من مكانها و الألم يأكلها من كل مكان ، بينما تحول (راين) ببطء إلى ذئب بالغ، لتراه والدتي و تصرخ مترجية إياه :"(راين) إنتظر! من فضلك لا تذهب!".


توقف للحظة و التفت اليها، و كانت والدتي تبكي حينها بينما كنت متجمدة غير مستوعبة ما يحصل، لتقول بعدها: "أرجوك، لم أفعل أي شيء من أجلك بعد، أرجوك لا تذهب! ".


لكنه فقط التفت و ركض تاركاً إياها، تبكي عليه.


كانت والدتي منغمرة بالدموع، و هي تراه يهرب بعينها بينما يركض متجهاً إلى الجبل، كانت والدتي حينها تفكر فيه، كانت تتذكر أنها كانت حياته، و على الرغم من أنه عاش سنوات مراهقة قليلة فقط ، إلا أنه كان لديه كل الحق في الذهاب، لذلك تحدّت نفسها و ابتسمت ثم صرخت بأعلى صوت بكل فرح: "هذا صحيح، اذهب و عش حياتك كما تريد !".


ليقوم بالعواء في قمة الجبل عند بزوغ أول شعاع للشمس، لتبتسم والدتي حينها و تشعر لأول مرة بالفخر لأنها ربتنا، لأنها من قامت بتعليمنا كل من نفقه، لأنها بقيت معنا صامدة في السراء و الضراءو رغم كل الظروف و الصعوبات، فقط من أجل عيش هذه اللحظة، هذه اللحظة حين يخطو ابنها الصغير أول خطواته بمفرده دون اللجوء إلى يدها.


2021/01/13 · 139 مشاهدة · 281 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024